أقسام العقل
1 العقل الواعي :
عندما قال الفيلسوف الفرنسي " رينيه ديكارت " : " أنا أفكّر إذاً أنا موجود " ، كان يعني بكلامه عن العقل الواعي . فمن خلال العقل الواعي نجد أنفسنا و نتعرّف على ذاتنا و نشعر بها . يستمدّ العقل الواعي معظم معلوماته من البيئة المحيطة ، و يتواصل معها عن طريق الحواس المألوفة ( البصر ، السمع ، اللمس ، الشم ، الذوق ) . الإدراك الواعي يعكس لنا البيئة الخارجية ، ثم يقوم جهازنا الفكري بتحليل المعلومات التي جمعها و من ثم يخرج بقرارات مناسبة بناءً على ما أدركناه . و كل فرد منا يقوم بتحليل الأشياء و يتعامل معها وفقاً للمنطق أو النظرة الخاصة التي نشأ عليها .
وضع علماء النفس أمثلة كثيرة في سبيل شرح تكوين العقل و طريقة عمله بشكل بسيط يمكن استيعابه بسهولة . منهم من شبّه العقل بمياه المحيط ، و القسم الواعي منه يمثّل سطح المحيط الذي يتعرّض للبيئة الخارجية . لكن هناك أعماق لا متناهية في الأسفل ، مليئة بكميات هائلة من المعلومات ، لكنها غير مدركة من قبل العقل الواعي الذي هو على السطح و يقوم بتوجيه انتباهه إلى الخارج .
و شبهوا العقل بجبل من الجليد الذي يطوف على سطح المحيط ، القسم الظاهر فوق سطح الماء هو العقل الواعي و يعمل هذا القسم على التزوّد بالمعلومات المختلفة من البيئة المحيطة ( فوق الماء ) ، و كذلك من قسمه الخفي أو الباطن ( المغمور تحت الماء ) .
هناك من شبّه العقل الواعي عن طريق وصف عمل التلسكوب ( منظار بعين واحدة ) ، ينظر عقلنا الواعي من خلاله و لا يرى سوى الشيء الذي وجّه انتباهه نحوه ، دون إدراك العالم اللامحدود الذي يحيط بهذا الشيء المستهدف من قبل عين التلسكوب . فالوعي في هذه الحالة هو محصور في مساحة محدودة تتناسب مع مساحة عين التلسكوب .
لكن يبدو أن هذا الإدراك المحدود على الأشياء التي نقوم بتوجيه انتباهنا نحوها فقط ، هو لصالحنا . فإذا كان عقلنا الواعي مفتوح على مصراعيه في مواجهة ذلك الكم الهائل من المعلومات و اضطرّ بالتالي إلى التعامل معها مرّة واحدة فسوف ينفجر في الحال بسبب الحمولة الزائدة و سنصبح مجانين . فنحن لا نستطيع قيادة سيارة مثلاً ، في الوقت الذي نتعرّض فيه للملايين و الملايين من المعلومات اللامتناهية !. هذا طبعاً مستحيل ..
لهذا السبب ، وجب على العقل الواعي أن يكون محدود . قابل للتوجيه نحو أمر واحد فقط حتى نتمكّن من استيعاب هذا الأمر بسهولة و يسر .
2 العقل الباطن :
لكن يبدو أن هذا الإدراك المحدود على الأشياء التي نقوم بتوجيه انتباهنا نحوها فقط ، هو لصالحنا . فإذا كان عقلنا الواعي مفتوح على مصراعيه في مواجهة ذلك الكم الهائل من المعلومات و اضطرّ بالتالي إلى التعامل معها مرّة واحدة فسوف ينفجر في الحال بسبب الحمولة الزائدة و سنصبح مجانين . فنحن لا نستطيع قيادة سيارة مثلاً ، في الوقت الذي نتعرّض فيه للملايين و الملايين من المعلومات اللامتناهية !. هذا طبعاً مستحيل ..
لهذا السبب ، وجب على العقل الواعي أن يكون محدود . قابل للتوجيه نحو أمر واحد فقط حتى نتمكّن من استيعاب هذا الأمر بسهولة و يسر .
2 العقل الباطن :